القضية الفلسطينية
خلفيّاتُها التاريخية وتطوراتها المعاصرة..
سأوجزُ لكم ما قرأتُه في هذا الكتاب الثمين الذي يزخرُ بالمعلوماتِ الهامّة التي يتوجّبُ على كل مسلمٍ معرفتها فقضيةُ فلسطين هي قضيةُ الأمة الاسلامية بأكملها..
بدايةً لنأخذ جولةً في التاريخ..
فلسطين كانت جزءاً من سورية الفينيقية وهيَ أرضُ كنعان سكنها الكنعانيون منذ آلاف السنين، وتشيرُ بعضُ المصادر انّ مغارة المكفيلة التي تعودُ الى عهدِ آدم عليه السلام موجودةٌ في مدينة خليل الرحمن..
لم تكن البلاد مقسّمةً من قبل فكانت جزءاً لا يتجزّأ ولكنّ سياسة الاستعمار في اوائل القرنِ العشرين هيَ من قسّمتها كي يسهُل احتلالها والسيطرة عليها..
كما نعلم سيدنا يعقوب عليه السلام وابناؤه ومن قبلهم إبراهيم عليه السلام وزوجه سارة وإسحاق كانوا يعيشون حياة البداوة فلم يستوطنوا مكاناً، وحينَ ألقى يوسفَ اخوتُهُ في غيابة الجُبِّ ليتخلصوا منه كان قدرٌ يخطُّ على الجانب الآخر في القارة السوداء وفي أرض مصر تحديداً حيثُ بيعَ يوسف عليه السلام لعزيزِ مصر واتّخذه ولدا لكنّ كيدَ زليخا أوشكَ أن يوقعهُ بشباكها لولا أن دعى ربه ليخلّصهُ منها فلبثَ في السجنِ بضعَ سنين، وكانَ حُلمُ الملكِ آنذاك بسبعِ بقراتٍ سمانٍ يأكُلهنّ سبعٌ عجاف وسبع سنبلاتٍ خضرٍ وأخر يابسات، الذي لم يجد له تفسيراً حتى تذكّر من كان بالسجنِ يوسفَ وتأويلهُ للرؤى فكان خلاصه من السجنِ بأمرِ الله ليصبحَ أميناً على خرائن مصر، وكانت البلادُ الاخرى تعيشُ قحطاً ومحلاً وفقراً فشاء قدرُ اللهِ أن يجتمعَ يوسفُ بأخوته فيعرفهم ولا يعرفونه، فيُغدقُ عليهم ويطلب منهم ان يحضروا أخاه بنيامين لغايةٍ في نفسه، ونعلم كيفَ وضعَ صوان الملك في رحلِ أخيه ليتهمه بالسرقةِ فيُبقيه عنده حتى يأتيَ الإخوةُ الذين كادوا لهُ في الماضي بأبيه الذي ابيضت عيناهُ من الحزن فهو كظيم، وما إن أُلقيَ قميص يوسف على وجهه حتى ارتدّ بصيراً بإذن الله واجتمع يوسف بأهله في مصر وتحقق حلمه الذين كان سبباً في كيد اخوته..
من هنا نعلمُ انّ يعقوب عليه السلام وابناءه لم يستوطنوا أرضَ فلسطين بل كانوا يعيشون حياة البداوة والترحال..
ومن نسلِ يعقوب جاءَ بني إسرائيل إذ كان اسمُ يعقوب إسرائيل، ونعلم قصةَ موسى عليه السلام مع فرعون مصر الهكسوسيّ الذي اضطهدَ بني إسرائيل واستعبدهم واستحيا نساءهم وقتلَ أطفالهم كي لا يأتي طفلٌ منهم ينتزعُ منه مُلكه ولم يدرِ بأنّ هذا الطفل هو من ربّاهُ في بيته..
وكانت نهاية فرعون الغرقَ في اليمِّ فنجّى اللهُ بدَنهُ ليكون عبرةً للعالمين..
وكُتبَ على بني إسرائيل التيه لنكرانهم نعَمَ اللهِ وعبادتهم العجل الذي حضّرهُ السامريّ حينَ لقى موسى ربّهُ في الطور فهُم رغمَ ما أكرمهم به الله من نِعم وفضّلهم عن غيرهم إلّا أنهم طغوا وكفروا فتاهوا أربعين عاماً في الصحراء لا يستطيعونَ دخول أرض فلسطين حتى جاء يوشع بن نون الذي دخلَ بهم مدينة أريحا ورفضوا أن ينصاعوا له ويدخلوها ساجدين ونعلمُ كيفَ ضاعَ منهم تابوت العهد الذي فيه بقيةٌ مما تركَ موسى وهارون وكان دليلُ طالوتَ ليكون عليهم ملكاً رغمَ أنفهم أن يأتيهم التابوت محملاً على أجنحة الملائكة ورغم كل ذلك رفض كثيرٌ منهم القتال وقالوا لطالوت اذهب انت وربّكَ فقاتلا إنّا ها هنا قاعدون، فقتلَ داودَ جالوت رغم صغرِ سنه وتولّى الملكَ بعد طالوت وهكذا صار دواود ملكاً على بني إسرائيل سنة ألفٍ قبل الميلاد وآتاهُ اللهُ المُلكَ والحكمة وألانَ لهُ الحديد ومن بعده ابنه سليمان الذي كان أعظم ملكٍ على الأرض لهُ جيشٌ من الإنسِ والجنّ كلٌّ يأتمرُ بأمره، أما بالنسبه للهيكل المزعوم فسليمان عليه السلام بنى مسجداً لعبادة الله مسجداً كغيره من المساجد فدينهُ كان الحنيفية على دينِ ابراهيم عليه السلام ولم يكن يهودياً ولم يبنِ هيكلاً..
وبعد موته تولى ابنه رحبعام الملك وانقسمت المملكة الى مملكتين يهودا والسامرا والتي تدمّرت على يد نبوخذ نصّر وهدمَ دار العبادة الذي يسمّونه الهيكل وسبى منهم الكثير سيقوا عبيداً الى بابل وحين تولّى قورش الحكم سمحَ للمسبيين بالعودة فأنشؤوا مملكة حشمونائيم التي تهدّمت على يد الرومان سنة ٧٠ قبل الميلاد ولم تعمّر مملكةٌ لهم اكثر من ثمانية عقود فهي لعنة عقدهم الثامن ستبقى تلاحقهم وتقضّ مضاجعهم، ويشيرُ المؤرخين أمثال فاضل الربيعي انّ مملكتي بني اسرائيل كانت في اليمن وأنّ أوّل دخولٍ لليهودِ إلى فلسطين كان سنة ١٣٠ قبل الميلاد وهذه القبائل اليهودية كانت وثنيةً تهوَدت على يد ملكهم تبان بن أسعد ملك كرب وهذه القبائل انصهرت بالامبراطورية الرومانية ومنهم من تنصّر ومنهم من أسلم فيما بعد، وقليلٌ من تبقى على دينه، وانشقت منهم قبائل البشتون في أفغانستان..
أمّا اليهود الحاليين الذين احتلوا فلسطين، فهم من قبائل الخزر التي كانت تسكن جزرة الخزر، وكانوا وثنيين تهوّدوا في القرن الثامن، ومنهم جاء الأشكناز الذين يشكلون ٩٨ ٪ من اليهود الحاليين والبقية هم السفارديم من افارقة و شرقيين وغيرهم وكلهم بالمجمل لا علاقة لهم ببني إسرائيل قتلة الرُسل والأنبياء.
وحتى التوراة الموجودة بين أيديهم هي محرّفةٌ، حرّفها عيزرا عن الديانة المجوسية ولا علاقة لها بكلام الله المنزل على موسى بالألواح التي ضاعت ولم يعد لها أثر.
وكلّ هذه الخرافات من أرض الميعاد والهيكل المزعوم ما هيَ إلّا محضُ افتراءٍ وترهاتٍ لا أساس لها جاءت بها الماسونية الصهيونية عبدة الدجّال والشيطان الذين يؤمنون أنّ مسيخهم المخلص سيجعلهم يحكمون العالم بعد انتصارهم بمعركة هرمجدون.
وهذه الخرافات التي نادت بها الصهيونيه أيام ديفيد راووبيني بالقرن السادس عشر ومن بعده تيودور هيرتزل مؤسس الصهيونية الحديثة كانت السبب في كلّ ما حدث في فلسطين، ومما سارعَ من تنفيذ مخططاتهم هو الاضطهاد الذي عانى منه يهود أوروبا الذين كانوا منغلقين على أنفسهم في معازل الغيتو، وعام ١٨٨٢م بعد المذبحة التي قامت بها روسيا القيصرية بحقهم بدأ تسلل أول جماعةٍ منهم إلى أرض فلسطين، لكنّ السلطان عبد الحميد أوقف هجرتهم إلى أرضنا فحاول روتشيلد أن يرشيه بالمال لكنّه رفض فتكالب عليه اليهود وعلى رأسهم يهود الدونمة الذين سكنوا الأناضول فأطاحوا به وعينوا مصطفى كمال اتاتورك العلماني وأنهوا بذلك الخلافة العثمانية الإسلامية التي سقطت نهائياً بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى..
وصدر في هذه الأثناء تصريح بلفور بعد أن تآمرت بريطانيا على الشريف حسين وخدعته كي يقوم بثورةٍ ضدّ العثمانيين، ومن قبله كان سايكس بيكو الذي قسّم بلاد الشام بين بريطانيا وفرنسا القوتين العظميين أنذاك.
وتحققت أولى أهداف الصهيونية وكان للشيطان حاييم وايزمان الدورُ الاكبر في ذلك..
وكان الانتداب البريطاني على فلسطين تمهيداً للاحتلال الصهيونيّ..
وتزايدت الهجراتُ اليهودية إلى فلسطين شرعيةً وغير شرعية رغم أنّ الكتاب الأبيض قد حدّد أعداد المهاجرين لكنّ اليهود لا يتقيدون بأي عهود.
أما بالنسبة لشراء الأراضي ومن يقولُ بأنّ الفلسطينيين باعوا أرضهم، فإن من باعوا أراضيهم هم من الإقطاعيين غير الفلسطينيين أمثال سرسق اللبناني الذي باعَ أراضي مرج بن عامر وما حولها، ومن باعَ من الفلسطينيين لا يتجاوز ١٪ وهؤلاء أعلنهم مفتي القدس أمين الحسيني خونةً وجبَ عليهم القصاص.
أثناء الانتداب البريطاني قامت ثوراتٌ عديدة أهمها ثورة موسم النبي موسى وثورة البراق عام ١٩٢٩م والتي على إثرها أعدمَ المندوب السامي هربرت صموئيل ثلاثةَ أبطالٍ في سجن عكا هم محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير في ١٦ حزيران ١٩٣٠م..
وفي هذه الأثناء كان الشيخ السوريّ ابن جبلة عزّ الدين القسام قد بدأ يحضّرُ أتباعه للجهاد المقدّس وكانت دعوتهُ بدايةً سريّةً حتى أتمّ تجهيزهم وبدؤا بالتنفيذ لحصدِ ارواحِ الغاصبين..
وكانت جماعة الحسيني تنادي أيضاً للجهاد المقدّس على خلاف النشاشيبي الذي يرى الحلّ السلميّ هو الأفضل.
وبعد استشهاد الشيخ عزّ الدين القسام عام ١٩٣٥م في أحراش يعبد بعام قامت الثورة الكبرى التي قام بها الشيخ فرحان السعديّ والتي استمرت ثلاثة أعوام من ١٩٣٦ حتى ١٩٣٩م وقام الشعب بأطول اضرابٍ عام الذي استمر ٦ أشهر رغم تعطّل مصالح الناس.
وفي هذه الأثناء استمرت الهجرات اليهودية وتسليح العصابات الصهيونية وتدريبها.
وحينَ قامَ هتلر بحرقِ اليهود كان الوطنُ البديلُ لهم هو فلسطين فتزايدت الهجرات إبان الحرب العالمية الثانية بحجة أنهم ضحايا الهولوكوست المساكين الذين يتعاطف معهم العالم ويقدّم لهم التعويضات على حساب شعب فلسطين الأحقُّ بالأرض.
ولا ننسى دور القائد البطل عبد القادر الحسيني الذي ذهب لجامعة الدول العربية بعد قرار التقسيم ليتزوّد بالسلاح المخزّن عندهم والذي اعتراهُ الصدأ من قلة الاستخدام فأبوا تزويده فصاحَ بهم اني ذاهبٌ للقسطل وحدي وسأُقاتلُ حتى استشهد وكان له ما أراد بعد أن حرّر القسطل استُشهد على أرضها في الثامن من نيسان عام ١٩٤٨م وعلى فورهم استعاد الصهاينة القسطل بعد تشتت المقاومين وتضعضهم على إثر استشهاد قائدهم.
ومن هنا تبدأ حكايةٌ أخرى..
في التاسع من نيسان كانت مذبحة دير ياسين الشهيرة التي قتلت فيها عصابات أرجون وشتيرن والهاجاناه ٢٥٠ شخصاً بدمٍ بارد واغتصبوا النساء وبقَروا بطون الحوامل وتكررت المذابح في الطنطورة واللد والرملة والدوايمة وغيرها وكان إعلان دولة اسرائيل في الخامس عشر من أيار ١٩٤٨م وقد استولوا على مدن الداخل كلها ولم يبقَ الا القدس والضفة وقطاع غزة، كانت الضفة تحت الوصاية الهاشمية وقطاع غزة يتبع مصر والقدس تحت وصايةٍ دولية حسب قرار التقسيم الجائر لكنّ أطماع الصهاينة لا حدود لها فاستولوا على بقية أجزاء الوطن بعد نكسة ١٩٦٧م واقتطعوا سيناء من مصر والجولان من سوريا ومزارع شبعا والجنوب اللبناني والباقورة من الأردن..
من ١٩٦٧ حتى ١٩٧٠ كانت حرب الاستنزاف حالة لا حربٍ ولا سلم انتهت بإنشاء خط بارليف..
وحتى معركة الكرامة عام ١٩٦٨م لم ينتج عنها إلا استعادة الباقورة.
وحرب أكتوبر ١٩٧٣م التي يتغنى الشعب المصريّ بانتصاره فيها لم ينتج عنها إلا تدمير خط بارليف واستعادة سيناء..
كلّ هذا والشعب الفلسطينيّ مهجّرٌ داخل وطنه وخارجه ودمُهُ مُستباح.
في هذه الفترة كانت منظمة التحرير الفلسطينية والجبهة الشعبية تتولى المقاومة والعمليات الفدائية.
وفي عام ١٩٨٧م بعد قتلِ عمّالٍ فلسطينيين عائدين الى القطاعِ اندلعت انتفاضة الحجارة التي استمرت حتى عام ١٩٩٣م وانتهت بلطمةٍ صفعت وجوهنا جميعاً وهي أوسلو والتي على إثرها سُمِحَ للسلطة الفلسطينية بدخول مناطقَ الضفة غزّة وأريحا أولاً.
وكانت في هذه الأثناء في أواخر الثمانينات قد ظهرت على الساحة جماعةٌ من الاخوان المسلمين هما حركة المقاومة الاسلامية حماس التي أسسها الشيخ أحمد ياسين في غزّة وحركة الجهـاد الاسلامي التي أسسها فتحي الشقاقي..
واستمرّت العمليات الفدائية التي تقومُ بها الفصائل فما أُخذَ بالقوّةِ لا يُستردُّ الا بالقوة..
وحين دنّسَ شارون المسجد الأقصى عام ٢٠٠٠م اندلعت انتفاضة الأقصى التي كان رداً عليها عملية الدرعِ الواقي واجتياحٌ كاملٌ للضفّة الغربية عام ٢٠٠٢م حيثُ قامت معركة مخيم جنين الكبرى إثرَ اجتياحه، وتمّ حصار كنيسة المهد في بيت لحم وحصارُ الرئيس ياسر عرفات في مقرّ المقاطعة في رام الله.
وانتهت الانتفاضة بإقامة جدار الفصلِ العنصريّ فأضحت الضفّةُ الغربيةُ سجناً كبيراً يضمُّ ابناءه معزولين عن مسرى نبيهم وعن الداخل المحتلّ والقطاع الأسير.
ولم تتوقف العمليات الجهادية بل استمرت وازدادت حدّةً، مما أدى إلى اغتيالِ الرئيس ياسر عرفات بالسمّ عام ٢٠٠٤م وتلاهُ اغتيال قيادات حماس في القطاع الشيخ ياسين والدكتور الرنتيسيّ.
وأصبح عرّاب أوسلو رئيساً للسلطة الفلسطينية بعد ذلك والمتحكّمُ بزمامِ الأمور هي حكومة الكيان الصهيونيّ المحتلّ.
ولكي يقضي الاحتلالُ على الإسلام، أثارَ بذور الشقاقِ في الضفة بين فتح وحماس حتى انفصلتا فتح في الضفّة وحماس في القطاع عام ٢٠٠٧م.
وهكذا أصبحَ القطاعُ محاصراً مُستهدفاً من حكومة الإحتلال يقصفهُ ويدمّرهُ متى يشاء.
في عام ٢٠٠٨ وحتى ٢٠٠٩م تمّ قصفُ القطاع وتدمير بنيته التحتية واستخدام القنابل الفسفورية المحرّمةِ دولياً على الأبرياء.
لكنّ المقاومة تمكنت من خطفِ جلعاد شاليط الذي فشلت حكومة الاحتلال وأوسلو معها في تحديد مكانه حتى تمت صفقةُ وفاء الأحرار عام ٢٠١١م وتمّ تبادلُ شاليط بألفٍ من المحكومين بالسجن المؤبد..
وعلى رأسهم كان يحيى السنـوار الذي ندمت حكومة بني صهيون فيما بعد على إطلاق سراحه.
وتوالى بعدها العدوانُ على القطاعِ بحجة القضاءِ على وكرِ الإرهاب.
عام ٢٠١٤ وعام ٢٠٢١ وأخيراً السابع من اكتوبر ٢٠٢٣م..
وفي الضفةِ لا يقلّ الأمرُ سوءاً فعدى أنّ الضفّة أصبحت سجناً كبيراً فإن الآلاف من الشباب والنساء والأطفال أصبحوا أسرىً خلف القضبان.
ولمن يسأل ما السرُّ وراء بدء الحربِ في هذا التوقيت السابع من اكتوبر ٢٠٢٣م؟
فإنّ حكومة بني صهيون كانت قد استنسخت بقراتٍ حمراءٍ لحرقها في عيد الغفران ليتطهروا برمادها ويتمّ بناء هيكلهم المزعوم على أنقاض المسجد الاقصى الذي حفروا أنفاقاً تحته كي يهدموه ويبنوا هيكلهم مكانه ليسرّعوا مجيء مخلّصهم الذي سيمكنهم من حكم العالم وإقامة دولة اسرائيل العظمى التي لا حدود لها.
وهكذا كان العدوان الأخير على القطاع المحاصر لكنها لعنةُ عقدهم الثامن حلّت عليهم وسيكونُ القطاعُ بإذن الله محرقةً لهم.
اللهم إنّا نستودعك غزّة ومن فيها فاحفظهم بعينك التي لا تنام..
اللهم نصرك الذي وعدت وبإذن الله ستتحقق نبوءة نبينا الكريم..
"أول هذا الأمر نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم يكون ملكًا ورحمة ثم يكون إمارة ورحمة ثم يتكادمون عليه تكادم الحمر فعليكم بالجهاد وإن أفضل جهادكم الرباط وإن أفضل رباطكم عسقلان"، وهو حديث صححه الشيخ الألباني..وما ينطقُ عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى..
وإنما النصرُ صبرُ ساعة..